كيف وصل الينا القرآن الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتى فى الله كيف وصل الينا القرآن الكريم

كان القرآن الكريم ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم فى ايات منفصلة وكان جبريل عليه السلام يراجعه عليه فى رمضان من كل عام ويرتبه له الاية تلو الاخرى وفى اخر رمضان قضاه رسولنا الكريم فى هذه الحياة الدنيا راجعه عليه جبريل مرتين ورتب الايات والسورفى المصحف الشريف كما هى بين ايدينا اليوم وكان ذلك فى حضرة سيدنازيد بن ثابت (رضى الله عنه وارضاه)وكان ابن خمسة عشر عاما فى ذلك الحين وبذلك كان عند سيدنا زيد المصحف الشريف كاملا بين يدى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم

وتوفى الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ عهد امير المؤمنين سيدنا ابو بكر (رضى الله عنه وارضاه) وكان القرآن الكريم :

1- محفوظا فى الصدور

2- مكتوبا فى كتب الصحابة ممن كتبوه بين يدى رسول الله (صلى الله عليه وسلم )

وكان هذان هما مصدرى القرآن فى ذلك الوقت

ونحن نعلم ما حدث من ارتداد ضعاف الايمان بعد موت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحرب سيدنا ابو بكر لهم

وللأسف الشديد فى هذه الحروب توفى الكثير من حفظة القرآن الكريم وكان ذلك اول تهديد بضياع القرآن الكريم ولكن "انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " لذلك الهم المولى عز وجل سيدنا عثمان بن عفان (رضى الله عنه وارضاه )ان يطلب من سيدنا ابى بكر الصديق جمع المصحف الشريف فرده قائلا:-

انفعل شيئا لم يفعله رسول الله ؟

والله لو كان فيه خيرا لفعله رسول الله

وكان سيدنا عثمان حيي فاستحى ان يناقش سيدنا ابى بكر ويجادله فخرج

[/color]

ثم جاء سيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنه وارضاه) وعرض نفس الطلب على سيدنا ابى بكر فأجابه بنفس الاجابة الا ان سيدا عمر اخذ يناقشه ويجادله حتى اقنعه تماما بهذه الفكرة

خاصة وان سيدنا عثمان قد عرضها عليه من قبل اى انه هو الاخر موافق عليها

فخرج سيدنا ابو بكر قاصدا سيدنا زيد بن ثابت وكان وقتها فى الحادية والعشرين من عمره وطلب منه تجميع القرآن الكريم فى مصحف واحد فأجابه قائلا:-

انفعل شيئا لم يفعله رسول الله ؟
والله لو كان فيه خيرا لفعله رسول الله

فأخذ سيدنا ابو بكر يناقشه حتى اقنعه تماما كما فعل معه سيدنا عمر بن الخطاب

وعن هذا يقول سيدنا زيد "لو طلب منى نقل جبل احد من مكانه لكان اسهل علي من جمع القرآن "

وذلك لعظم هذه المهمة وعظم الامانة التى حملها سيدنا زيد

وبعد عقد مجلس الشورى تم الاتفاق على ان تتكون لجنة من ثلاثة افراد وهم:-

سيدنا زيد بن ثابت...................لكتابة القرآن الكريم

سيدنا عمر بن الخطاب.............لمراجعة سيدنا زيد

سيدنا ابو بكر الصديق..............لمرا جعة كليهما

على ان يكون العمل كالتالى:-

لاتكتب آية فى المصحف الا بالشروط الاتية

1- يحفظها اثنين من الصحابة وبنفس النص

2- يكتبها اثنين من الصحابة فى حضرة النبى (صلى الله عليه وسلم) ويشهد على ذلك اثنين من الصحابة

بشرط الا يكون احد من اللجنة من الشاهدين على هذه الآيات (زيد وعمر وابى بكر)

وطبعا ده عملا بمبدأ الشهيدين فى الاسلام (يعنى اى حاجة لازم ليها اثنين شهود)

وبدأ سيدنا زيد غى كتابة المصحف الشريف ويراجعه سيدنا عمر ويراجعهما سيدنا ابو بكر الصديق رضى الله عنهم جميعا

وتمت كتابة أول مصحف يجمع القرآن الكريم ويتفق عليه جميع المسلمين والصحابة وحفظة القرآن وكتبة الوحى بهذه الطريقة الا آية واحد وهى الآية الاخيرة من سورة التوبة كان يحفظها الكثير من الصحابة و لم يكن يكتبها سوى سيدنا زيد بن ثابت وسينا حذيفة بن ثابت (رضى الله عنه وارضاه)

ولكن سيدنا زيد فى هذا الموقف لا يعتد بشهادته وبذلك لا تكتمل شروط اضافتها فى المصحف الشريف

الا انها اضيفت فى المصحف الشريف وذلك لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم )

" من شهد له حذيفة تكفيه

بالنسبة لقصة سيدنا حذيفة :-

كان رسول الله قد رأى اعرابيا يبيع بعيرا(جملا)

فقال (صلى الله عليه وسلم) اتبيعنى؟

قال الاعرابى :- نعم ابيعك

واتفقا على سعر هذا البعير

وقال( صلى الله عليه وسلم ):- لاقينى عند المسجد لاعطيك ثمنه

وفى طريق الاعرابى للمسجد لقى صحابيا لم يكن يعلم ان هذا البعير مباع فسأله :- اتبيعنى هذا البعير؟

فقال الاعرابى بكم تشتريه؟

واتفق الاثنان على سعر وكان اغلى من السعر الذى اشترى به الرسول الكريم

ثم قال له الصحابى :- لاقينى عند المسجد لاعطيك ثمنه

فذهب الاعرابى للمسجد فلقيه( رسول الله صلى الله عليه وسلم )

وبدأ يعطيه المال الذى اتفقا عليه منذ قليل الا ان هذا الاعرابى أبى ان يعطى رسول الله البعير وقال له ما بعتك شيئا

فأخذ الرسول الكريم يذكره بما حدث ويقول لقد بعتنى اياه واتفقنا على هذا المبلغ

فقال الاعرابى :- الك شهودا على ذلك

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):- ما رآنا احد

قال الاعرابى:- احضر لى شاهدا على ذلك اعطيك الجمل

فقام سيدنا حذيفة بن ثابت (رضى الله عنه ) وقال له:- انا اشهد بأن ذلك قد حدث

فقال رسول الله( صلى الله عليه وسلم):-كيف تشهد بذلك يا حذيفة وانت لم ترى شيئا

انت لم تكن موجودا

فقال حذيفة (رضى الله عنه وارضاه):- اصدقك فى وحى ينزل اليك من السماء ولا اصدقك فى بعير اشتريته من اعرابى؟

فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعانقه وقال :- "من شهد له حذيفة تكفيه"

هكذا كان صحابة رسولنا الكريم

فأين نحن من ذلك؟

ادعو الله سبحانه وتعالى ان يرجعنا لدين الحق وقول الحق

وبهذا اصبح لدى المسلمين مصحفا مجمعا يضم القرآن كاملا وسمى مصحف سيدنا ابى بكر الصديق

وكان سيدنا ابو بكر يقرأ فيه

وبعدما توفى سيدنا ابى بكر انتقل هذا المصحف الشريف لسيدنا عمر بن الخطاب وكان ايضا يقرأ فيه (رضى الله عنه وارضاه)

وعندما طعن سيدنا عمر بن الخطاب اعطاه لأم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر (رضى الله عنها وارضاها) كأمانة لديها واوصاها بالا تعطيه لأحد الا اذا طلبه من يبايعه المسلمين خليفة من بعده

قائلا :-" يا حفصة هذا كتاب الله امانة لا تعطيه لأحد الا اذا طلبه من يخلفنى اميرا للمؤمنين"

وبعدها توفى سيدنا عمر بن الخطاب( رضى الله عنه وارضاه) والقرآن الكريم:-

1-مجمع فى مصحف واحد

2- محفوظ فى الصدور

3- مكتوب عند الصحابة فى الصحف منها ما هو كامل ومنها ما هو متفرق

وتولى الخلافة سيدنا عثمان بن عفان (رضى الله عنه وارضاه) وأتى بكل هذه الصحف واحرقها جميعا

ما الذى دعاه لفعل هذا الشئ؟

وكيف تم ذلك؟

توفى سيدنا عمر بن الخطاب وتولى الخلافة سيدنا عثمان بن عفان(رضى الله عنهما) وكان القرآن كما ذكرنا

1- مجمع فى مصحف واحد

2- محفوظ فى الصدور

3- مكتوب فى الصحف منها ما هو كامل ومنها ما هو متفرق

وبعدما تولى سيدنا عثمان (رضى الله عنه وارضاه ) الخلافة سمع ان رجلين اختلفا حيث كان احدهما يقرأ

"وتموا الحج والعمرة لله"

والآخر يقرأ"وأتموا الحج والعمرة للبيت"

وكلاهما يكفر الاخر

وروى ايضا
انه دخل المسجد يوما فوجد رجلين يحفظَان القرآن الكريم للمسلمين كل فى
جانب من المسجد على حده ولكن كل منهما يحفظ الناس بطريقة مختلفة عن الآخر

وروى أيضا انه قد جاءه سيدنا حذيفة بن اليمان (رضى الله عنه وارضاه)
من بلاد اذربيجان (بلاد ما وراء النهر) وقال له "يا أمير المؤمنين ادرك
الناس قبل ان يختلفوا على القرآن كما اختلف اليهود والنصارى على التوراة
والانجيل"

فأسرع سيدنا عثمان الى مجلس الشورى الخاص به واجمعوا على ان يتم نسخ مصحف الصديق وعمر (رضى الله عنهما ) وارسال نسخ منه الى الامصار (اى البلاد ) ومع كل نسخة محفظ لتحفيظ المسلمين القرآن كما انزل على سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم)

وتم تكوين لجنة لهذه المهمة وكانت تتكون من :-

1- سيدنا زيد بن ثابت (رضى الله عنه وارضاه) وهو من كتب مصحف الصديق ورئيس هذه اللجنة

2- سعيد بن العاص (رضى الله عنه وارضاه) وهو افصح العرب قاطبة

3- سيدنا عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (رضى الله عنه وارضاه) اعلم الناس بالاحرف وقواعد اللغة

4- سيدنا عبد الله نب الزبير بن العوام
(رضى الله عنه وارضاه) كان من احفظ خلق الله للقرآن الكريم من ابيه وجده
وامه (اسماء بنت ابى بكر)وخالته(عائشة بنت ابى بكر) ورسول الله بنفسه

(وكلهم فى العشرينات من العمر)

واوصاهم ذو النورين بأن "اذا اختلفتم فى شئ فارجعوا الى زيد وان اختلفتم فى الحرف فاكتبوه بحرف قريش"

وتم نسخ مصحف سيدنا ابى بكر الصديق الى حوالى اثنى عشر نسخة من المصحف الشريف

بعد ذلك نادى المنادى فى البلاد "الا ان من كان عنده صحف او نسخ فليأتنا بها "

وجمع سيدنا عثمان جميع المصاحف واحرقها

وفى هذا غضب بعض الناس

فقال سيدنا على بن ابى طالب (رضى الله عنه وارضاه) "لا تسبوا عثمان وتقولوا حراق المصاحف والله لو لم يفعلها هو لفعلتها ولو كنت انا الامير لحرقتها ووالله انها لفى ميزان حسناته "

وايضا زعم البعض ان سيدنا على رفض تسليم مصحفه

وهذا كذب وفى ذلك اقسم سيدنا على رضى الله عنه انه سلم ما عنده وانها احرقت الا صحيفة فى جراب سيفه تحوى الفرائض (اى المواريث)

وزعم البعض ان سيدنا عبد الله بن مسعود (وكان وقتها فى الكوفة) رفض التسليم وامر الناس هناك ان يغلوا "يخبئوا "المصاحف

وان مصحفه ليس فيه الفاتحة ولا المعوذتين

وان سيدنا عثمان لما سمع بذلك احضره للمدينة وجلده ويقال انه توفى من اثر الجلد

وكل هذا كذب ولم يحدث مطلقا انما هو افتراء على الشهيد المظلوم زوج ابنتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم )ذو النورين

ولكن الذى حدث بالفعل
ان سيدنا عبد الله بن مسعود لما علم بنسخ المصحف وان سيدنا عثمان لم يطلب
منه المشاركة ونيل هذا الشرف العظيم(وهو اول من قرأ القرآن فى مكة وقال فيه
النبى الكريم (صلى الله عليه وسلم) انه ممن نأخذ منهم القرآن بن ام عبد
"يعنى عبد الله بن مسعود") غضب وجاء الى المدينة يستعتبه فخرج امير
المؤمنين يستقبله ثم عانقه وذهب به الى المسجد ووقف على منبر النبى (صلى
الله عليه وسلم ) وقال :-

"انى اشهد ان عبد الله قال فيه النبى كذا وكذا وانى لم استبعده ولكن لم يمنعنى الا استعجال الوقت"

وتم ارسال النسخ الى (الكوفة – البصرة – الشام – مكة – مصر – اليمن و مصحف بقى عند سيدنا عثمان )

وبعث مع كل مصحف محفظ لتحفيظ القرآن فى هذه البلاد الا الكوفة لأن فيها سيدنا عبد الله بن مسعود

وبذلك تم تجميع المصحف الشريف

وتم تسليمه الينا

والدليل على كده

افتح المصحف اللى ف ايدك ده

من الآخر خالص

لأ اقلب كمان صفحتين كده

هتلاقى عنوان اسمه
"التعريف بهذا المصحف الشريف"

بيقول ايه بقى ؟

كتب
هذا المصحف وضبط على ما يوافق رواية حفص بن سليمان ابن المغيرة الاسدى
الكوفى لقراءة عاصم بن ابى النجود الكوفى التابعى عن ابى عبد الرحمن عبد
الله بن حبيب السلمى عن عثمان بن عفان وعلى بن ابى طالب وزيد بن ثابت وابى
بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وسلم)

واخذ
هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصاحف التى بعث بها الخليفة الراشد عثمان
بن عفان رضى الله عنه الى البصرة والكوفة والشام ومكة
و المصحف الذى
جعل لأهل المدينة والمصحف الذى اختص به نفسه وعن المصاحف المنتسخة منها وقد
روعى فى ذلك ما نقله الشيخان أبو عمرو الدانى وأبو داود سليمان بن نجاح مع
ترجيح الثانى عند الاختلاف

وهذا وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره فى المصاحف العثمانية الستة السابق ذكرها

وعملا بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "من لم يشكر الناس لا يشكر الله"
فأنا
اتقدم بخالص الشكر للمصدر الاول فى هذه المعلومات القيمة وأسأل الله تعالى
ان يجعلها فى ميزان حسناته ويجعل عمله دائما فى خدمة هذا الدين وهو
الدكتور:-

صفوت حجازى

أسأل الجميع الدعاء له بظهر الغيب جزاء ما يقدم فى خدمة هذا الدين

تم بحمد الله

"

» فضل تلاوة وحفظ القرآن الكريم
» علوم القرآن
» د.ميلر ...والقرآن الكريم
» عشر نوايا قبل قراءة القران الكريم
» برنامج رائع للقران الكريم