مدخل تيسير العلوم الشرعية

مدخل تيسير العلوم الشرعية


إن
لكل علم أصوله التي قام عليها، ولا يصح التعلم أو القراءة في كتب العلم إلا إذا
تعلمنا أصوله، وتعرفنا على مصطلحاته، وفهمنا قواعده... ولذلك وضعت علوم القرآن،
وأصول الحديث وأصول الفقه، وقل مثل ذلك اللغة وفروعها والعقيدة والتاريخ
والفلسفة......الخ


وقد
كتب علماء كل فن أصولها في أسفار كبيرة، وبحثوا مسائله في مباحث مستفيضة، وحرص
بعضهم إلى وضع مختصرات يبتدئ بها طلبة العلم وجزى الله من قبلنا على هذا المجهود
العظيم الذي بذلوه في تدوين الأصول، وبسط مسائله ثم اختصرها لنا.ولكن طرق التعليم
اليوم اختلفت عن الأمس وإن لكل عصر طرقا في الكتابة تتناسب مع أسلوب أهله في الفهم
وطرقهم في الدارسة ولابد من هذا التجديد تبعاً لتجدد هذا الأصول بطريقة تناسب
عصرنا وإمكانياته... وأن نستفيد من الوسائل الحديثة في التعليم، وأن ينتقى من أصول
كل علم ما يُعد أصلاً له، وتترك المباحث الجدلية التي لا تسمن ولا تغني من جوع
والتي ظهرت في عصور الضعف والجمود الفكري ونتيجة للانكباب على الثقافات غير
الإسلامية بغير وعى ٍ، فبدلاً من أخذ ما ينفع فقط حيث أن الحكمة ضالة المؤمن أنى
وجدتها أخذها وجدنا بعضهم اهتم ببعض الفلسفات والمباحث النظرية وحشوبها كتب الأصول
ومن أمثلة الحشو في العقيدة مثلا الخوض في الذات الإلهية بما لم يثبت،ومسألة خلق
القرآن، وحقيقة الروح، ولو وقفنا على ماأعلمنا الله به لنجونا كقوله "وَيَسْأَلونَكَ
عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ
إِلَّا قَلِيلاً"(الإسراء:85)


وفى
منهج التعامل مع المتشابهات قال تعالى" هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا
تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا
بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"
(آل عمران:7)


ولو
نظرنا إلى العلوم الأخرى وأصولها لوجدنا الحشو ظاهراً ومن هنا رأينا وضع باب تيسير
أصول العلم الشرعية وأهم سمات منهجنا في التيسير:


أن
نحذف المباحث المحشوة في كتب الأصول، سواء كان هذا الحشو بالمبحث ذاته أو في بعض
فروعه.


أن
نتعرف على المصطلحات العلمية ذات الصلة العملية في كتب الشريعة الإسلامية.


أن
نعرض أصول العلم بطريقة ميسرة ولا نخوض في المسائل التخصصية بالبحث، بل ندع التوسع
فيها لطلبة التخصص.


سهولة
العبارة وبساطتها.


والله نسأل أن ييسر لنا كل عسير، ويعلمنا ما
جهلنا، وأن ينفعنا بما علمنا.